غياب التنسيق والإرادة السياسية يعقّدان مصير 2800 إيزيدي مفقود في سوريا



تقارير | 499
منذ 4 أيام

جيا بريس - متابعة

 

كشف تقرير حديث لمنظمة مركز العدالة والمساءلة السورية (SJAC) عن استمرار غياب التنسيق والإرادة السياسية بين الجهات المعنية في العراق وسوريا، ما يعيق جهود الكشف عن مصير أكثر من 2800 إيزيدي لا يزالون في عداد المفقودين، يُعتقد أن غالبيتهم داخل الأراضي السورية.

 

التقرير، الذي استند إلى تحقيق استقصائي امتد لأكثر من عام، أكد أن الفجوات القانونية، وضعف التنسيق في فحوصات الحمض النووي (DNA)، والتأخر في التحقيقات الجنائية، كلها عوامل تعرقل التقدّم نحو العدالة. كما شدد على ضرورة التنسيق العابر للحدود بين السلطات العراقية والسورية، لتعقب مصير المفقودين والإفراج عن معلومات تتعلق بالمقابر الجماعية.


سنوات من الإهمال بعد الإبادة
بعد مرور أكثر من عقد على مجزرة سنجار عام 2014، لا تزال العدالة غائبة عن آلاف الإيزيديين، بحسب التقرير. ورغم عمليات الإنقاذ المحدودة التي أسفرت عن تحرير بعض الناجين، فإن مصير المئات من النساء والأطفال لا يزال مجهولًا.


التقرير أشار إلى أن عائلات الضحايا تعيش في حالة من الترقب والعجز، حيث لا يمكنها إغلاق ملفات حياتية أساسية كقضايا الإرث والزواج بسبب عدم معرفة مصير ذويها. كما سلط الضوء على الدور الذي تلعبه منظمات المجتمع المدني الإيزيدية، رغم التحديات التي تواجهها، مثل القيود الجغرافية، وغياب قاعدة بيانات موحدة للمفقودين.


وجاء في التقرير: "الأمر لا يتعلق فقط بالمفقودين، بل بمأساة تطال مجتمعًا بأكمله، يرزح تحت ضغوط نفسية وقانونية وسياسية منذ سنوات."


شهادات ومواقع وثّقها التقرير
التقرير استند إلى شهادات ناجين ومعلومات جنائية، وحدد ثلاث مراحل رئيسية لاحتجاز الإيزيديين داخل سوريا:


• الرقة (2014–2016): كانت مركزًا لاحتجاز المختطفين في منازل مدنية، حيث تعرض كثير منهم للتعذيب والإعدام، ودُفنوا في مقابر جماعية.


• دير الزور (2017–بداية 2019): مع تراجع تنظيم داعش، تم نقل الأسرى إلى دير الزور، حيث تسببت ضربات التحالف في سقوط ضحايا مدنيين دُفنوا على عجل أو تُركت جثثهم تحت الأنقاض.


• الباغوز (2019–حتى اليوم): المعقل الأخير للتنظيم، حيث واجه الإيزيديون أوضاعًا مأساوية من الجوع والاكتظاظ، وتوفي عدد كبير منهم خلال أو بعد المعارك.


وأبرز التقرير أن النساء والأطفال غالبًا ما لم يُحتجزوا في سجون رسمية، بل في بيوت خاصة، ما يجعل عملية التتبع أكثر تعقيدًا.


توصيات التقرير
ورغم الصورة القاتمة، خلص التقرير إلى وجود تفاؤل حذر بإمكانية تحقيق تقدم، إذا ما توفرت الإرادة السياسية، وشُرعت الأبواب أمام التعاون بين الحكومات، وتفعيل الآليات المشتركة لفحوصات الحمض النووي، وتوسيع التحقيقات الجنائية في مناطق شمال شرقي سوريا.


عن موقع: The Syrian Observer