
منذ 5 أشهر
جيا بريس - ستوكهولم
أسدلت محكمة في السويد الستار على قضية هزت الأوساط الحقوقية والإنسانية، حيث قضت بالسجن المؤبد على لينا إسحاق، وهي امرأة سويدية من أصول عراقية، بعد إدانتها بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وذلك بتهمة اختطاف واحتجاز نساء وأطفال إيزيديين في سوريا وبيعهم كعبيد لتنظيم داعش الإرهابي بين عامي 2014 و 2016.
تفاصيل القضية المروعة:
كشفت التحقيقات أن إسحاق قامت باحتجاز ثلاث نساء وستة أطفال إيزيديين داخل منزلها في مدينة الرقة السورية، حيث تعرضوا لأبشع أنواع التعذيب وسوء المعاملة قبل أن يتم بيعهم كعبيد لعناصر تنظيم داعش.
"لقد عاشوا كعبيد، تعرضوا للتعذيب الجسدي والنفسي، مُنعوا من التحدث بلغتهم الأصلية، وأُجبروا على تغيير دينهم قسرًا"، بهذه الكلمات المؤثرة وصفت غيتا هادينغ ويبيرغ، محامية الضحايا، حجم المأساة التي تعرض لها هؤلاء الأبرياء.
انتصار للعدالة.. وإنصاف للضحايا الإيزيديين
يُعد هذا الحكم انتصارًا للعدالة وإنصافًا للضحايا الإيزيديين الذين عانوا من ويلات الإبادة الجماعية على يد تنظيم داعش، ويؤكد على أن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية لن تسقط بالتقادم، وأن مرتكبيها سيحاسبون أمام القانون.
وقد حضر أربعة من الناجين الإيزيديين جلسات المحاكمة في ستوكهولم، حيث أدلوا بشهادات مؤثرة حول المعاناة التي تعرضوا لها، مؤكدين على أهمية تحقيق العدالة لضحايا الإيزيدية في كل مكان.
شهادات مؤثرة تدمي القلوب
"جميع الضحايا يعانون من اضطرابات ما بعد الصدمة، مما يسبب لهم نوبات هلع وإغماء متكرر"، أوضحت المحامية ويبيرغ، لتسلط الضوء على الآثار النفسية المدمرة التي تركتها هذه الجرائم على الضحايا.
سابقة قانونية تاريخية
تُعد هذه القضية الأولى من نوعها في السويد التي يتم فيها الحكم على شخص بتهمة ارتكاب جرائم داعش ضد الطائفة الإيزيدية، مما يجعلها سابقة قانونية تاريخية قد تمهد الطريق لمحاكمات مماثلة في المستقبل.
من التمريض إلى دعم الإرهاب
كشفت التحقيقات أن لينا إسحاق كانت تعمل كممرضة قبل أن تتأثر بالفكر المتطرف بعد زواجها من رجل دين متشدد يُدعى جيرو مهو، حيث سافرت إلى سوريا مع أطفالها لدعم زوجها المقاتل في صفوف داعش.
وبعد مقتل زوجها في القتال، اختارت البقاء في سوريا، حيث تزوجت مرة أخرى وأنجبت المزيد من الأطفال، وفقدت أحد أبنائها في إحدى المعارك.
"من الضروري تحقيق العدالة، فهذا الحكم سيساعد الضحايا على تجاوز معاناتهم والمضي قدمًا في حياتهم"، أكدت المحامية ويبيرغ، معربة عن أملها في أن يكون هذا الحكم بمثابة بداية لطي صفحة الماضي المؤلم.
اهتمام عالمي بالقضية
حظيت هذه القضية باهتمام إعلامي عالمي واسع النطاق، حيث سلطت الضوء على المأساة التي تعرض لها الإيزيديون على يد تنظيم داعش، وعلى أهمية محاسبة مرتكبي هذه الجرائم.
يُذكر أن الإيزيدية تعرضت لإبادة جماعية على يد تنظيم داعش في العراق وسوريا في الثالث من آب 2014، حيث قُتل الآلاف من الإيزيديين واختُطفت آلاف النساء والفتيات اللاتي تم استعبادهن جنسيًا وبيعهن في أسواق النخاسة.