أزمة عطش في مخيم قاديا: آلاف النازحين يواجهون حرارة الصيف بلا مياه شرب



تقارير | 865
منذ أسبوعين

جيا بريس - عيسى علي

 

منذ الحادي والعشرين من أيار الجاري، يعيش مخيم قاديا للنازحين، المعروف بـ"مجمع روانگه"، أزمة خانقة في مياه الشرب، وسط درجات حرارة صيفية مرتفعة وأجواء لاهبة تزيد من معاناة السكان، لا سيما الأطفال وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة.

 

رغم المحاولات المتكررة لاحتواء الأزمة، إلا أن آلاف العائلات في المخيم، الواقع ضمن حدود قضاء زاخو، يناشدون الجهات المعنية بالتدخل العاجل، محذرين من شح وشيك في مصادر بديلة مثل خزانات المدارس التي يعتمد عليها كثير من السكان حالياً.

 

أطفال يحملون العبء

وسط شكاوى متزايدة من سكان المخيم، يقول الشاب عصام علي، وهو في العشرينات من عمره، إن "الأزمة أثّرت بشكل كبير على كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، إذ إنهم غير قادرين على حمل أواني المياه الثقيلة، ما يضطرهم إلى إرسال الأطفال إلى المدارس داخل المخيم لجلب المياه. لكن الأوزان تفوق قدرة هؤلاء الأطفال".

 

ويضيف: "حتى مخزون المياه في المدارس يوشك على النفاد، وهذه المشكلة أصبحت كبيرة للغاية".

 

تكرار الأزمات

خلف فندي، نازح آخر يقيم في نفس المخيم، يقول إن "الحياة في المخيمات تزداد صعوبة يوماً بعد آخر، لا سيما مع تكرار الأزمات. ليس من الممكن أن يقطع النازحون مسافات طويلة للعثور على مياه، ولا يمتلك الجميع مركبات للتنقل نحو زاخو أو ديربون". ويؤكد أن "حتى القرى القريبة لا تستطيع تلبية احتياجات هذا العدد الكبير من العطشى".

 

جهود مؤقتة وحلول مؤجلة

ديان جعفر، مدير دائرة الهجرة والمهجرين في محافظة دهوك، أوضح لـ"جيا بريس" أن "مشكلة المياه تتكرر سنوياً في مخيم قاديا بسبب انخفاض منسوب المياه، لكن المشكلة خرجت عن نطاق دائرته بعد انتقال إدارة المخيم إلى الإدارة الذاتية في زاخو".

 

وأضاف ديان: "الإدارة الذاتية أخبرتني أنهم يعملون حالياً على إرسال تنكرات مياه صالحة للشرب إلى المخيم وفق جدول يومي، كحل مؤقت لحين البدء بحفر بئرين بالتنسيق مع دائرة المياه، ضمن خطة يجري تنفيذها حالياً". وأشار إلى أن "الأزمة من المفترض أن تُحل خلال الأسبوع القادم، وفق وعود الإدارة الذاتية".

 

مخيم قاديا: أزمة متكررة

يعد مخيم قاديا أحد أبرز المخيمات في محافظة دهوك، ويؤوي نحو عشرين ألف عائلة نازحة، بينما يتوزع أكثر من خمسة وثلاثين ألف نازح خارج المخيمات في المحافظة. وتضم دهوك أربعة عشر مخيماً للنازحين الإيزيديين وحدهم، ما يزيد من الضغط على الموارد والبنية التحتية، خاصة مع حلول فصل الصيف.

 

ورغم الجهود المؤقتة لمعالجة الأزمة، تبقى الحاجة ماسة إلى حلول مستدامة تضمن حصول النازحين على حقهم الأساسي في مياه الشرب، دون أن يدفع الأطفال الثمن.