
منذ شهر
جيا بريس - عاصم سعيد
في مدينة سنجار التي لا تزال تَحمل آثاراً عميقة من الألم، يبرز الشاب الإيزيدي سلمان درمان عيسى (مواليد 2004) ليحول جدرانها إلى لوحات تُناقض الظلام. بريشته وألوانه، يصنع الفنان الشاب عالماً يُجسّد فيه إرثاً من الشخصيات الأدبية والفنية، وكأنه يردُّ للجدران روحاً سُلبت منها.
الفن: لغة الصمود
منذ طفولته، وجد سلمان في الرسم فضاءً يعبّر فيه عن مكنوناته. لم تكن لوحاته مجرد رسومات، بل حوار بصري مع الذات والآخر.
يقول: "الفن يُخفف وطأة المعاناة، ويُصلح ما أفسده الألم... إنه لغة تصل إلى القلب دون حروف".
ومن بين الشخصيات التي أحيَاها على الجدران:
- فان كوخ: رمز الصراع بين العذاب والإبداع.
- محمود درويش: شاعر القضية والإنسان.
- عبد الحليم حافظ: صوت الذاكرة الفنية العربية.
كل لوحةٍ منها كانت إجابةً على اليأس، ودليلاً على أن الجمال أقوى من الدمار.
جدران تُعيد تعريف المكان
لم يكتفِ سلمان برسم اللوحات، بل حوَّل الجدران إلى فضاءات حية تروي حكاياتها.
يُعلق قائلاً: "أريد أن أرى قريتي تُزهو بالألوان بعد أن رأتها عيناي رماداً... أن أزرع الفرح حيث وُلد الحزن".
أصبحت أعماله جزءاً من هوية سنجار الجديدة، ومرآةً تعكس قدرة الفن على تغيير المشهد والوجدان.
الفن الذي غيَّر نظرة المجتمع
تحوَّلت جداريات سلمان إلى مَعالم يُحج إليها أهالي سنجار والزوار، مما دفعه إلى تطوير أسلوبه باستمرار. يُؤمن سلمان بأن الوقت هو رأس مال الإنسان الحقيقي، ويقول:
"الحياة أقصر من أن تُهدر في ما لا يُثمر... املأوا أيامكم بما يُخلّد وجودكم."
ورغم التحديات، يحلم الفنان الشاب بأن يتخطى حدود مدينته، ليُسمع العالمَ رسالته: "الإنسان يُخلّد نفسه بالفن، لا بالدمار."