
منذ شهرين
جيا بريس - عاصم سعيد
يسطع نجم ساري زياد بدل، الشاب الأيزيدي البالغ من العمر 18 عامًا، كأول فرد من مجتمعه يتخصص في عزف آلة القانون. رحلة ساري، المولود في قرية ايسيان التابعة لقضاء شيخان، ليست مجرد قصة نجاح موسيقي، بل هي رمز للإصرار والتغلب على الصعاب لتحقيق الأحلام.
منذ نعومة أظفاره، غمرت الموسيقى قلب ساري. بدأت رحلته في عالم النغم عام 2020 بتعلم العزف على آلة الأورغ، ثم انطلق لتعلم البيانو وقراءة النوتة الموسيقية عام 2021.
طموحه لم يتوقف عند هذا الحد، ففي عام 2024، التحق ساري بمعهد الفنون الجميلة التابع لجامعة دهوك، ليختار آلة القانون كآلة تخصصه، ويخط بذلك فصلًا جديدًا في تاريخ مجتمعه.
"كانت البداية صعبة،" يعترف ساري، "لم تكن لدي خلفية عن النظريات الموسيقية." لكن شغفه بالموسيقى والفن كان وقودًا دافعًا له لتجاوز هذه العقبات. ويشيد ساري بالدور المحوري الذي لعبه أستاذه، بلسم خلات، في دعمه ومساندته خلال هذه المرحلة.
"هدفي هو إكمال دراستي وتقديم خدمة للفلكلور الكردي، وخاصة فلكلور جبل سنجار الذي يحمل مكانة خاصة في قلبي،" يقول ساري بحماس. "أرغب في تقديم الأغاني الفلكلورية بشكل حديث وأكاديمي على آلة القانون."
تتجاوز طموحات ساري حدود النجاح الشخصي، فهو يسعى إلى أن يكون مصدر إلهام للشباب في مجتمعه وخارجه. ويوجه رسالة قوية لهم: "لكل شاب موهبة وشغف، ويجب أن يظهر تلك الموهبة للمجتمع. يجب مساندتهم ومساعدتهم لتنمية مواهبهم، لأن الشباب هم كالسنابل لوطننا، ولوطن يرتقي بهم."
قصة ساري زياد هي شهادة على قوة الإرادة والإصرار، وتذكير بأن الأحلام يمكن أن تتحقق حتى في وجه التحديات. إنه نموذج للجيل الجديد الذي يسعى إلى التغيير والتأثير الإيجابي في مجتمعه من خلال الفن والإبداع.