سنجار، تحديات جمة تواجه العائدين.. و دعم حكومي متأخر



تقارير | 376
منذ 3 أشهر

جيا بريس - عاصم سعيد

 

بعد أن مضوا أكثر من عقد من الزمن تحت الخيم، عاد الآلاف من الإيزيديين إلى سنجار، لكنهم وجدوا أنفسهم في مواجهة تحديات جمة تعيق إعادة بناء حياتهم. نقص التمويل، بنية تحتية مدمرة، كلها عوامل تزيد من معاناة العائدين وتعيق عودة المزيد من النازحين.

 

"عدنا إلى الخراب.. لا ماء ولا كهرباء ولا أمل"

تصف أمل سليمان (28 عامًا)، وهي عادت إلى سنجار مع عائلتها، الوضع المأساوي قائلة: "عندما عدنا، وجدنا منزلنا مدمرًا بالكامل. اضطررنا إلى اللجوء إلى منزل أحد الأقارب. لا توجد مياه نظيفة للشرب، ولا كهرباء".

 

اردفت أيضاً، لم نتلق أي مساعدة مالية لإعادة بناء منزلنا أو شراء الطعام. كنا نأمل أن نجد حياة أفضل هنا، ولكننا وجدنا الخراب واليأس. وتضيف بحسرة: "حتى الآن، لم نتسلم أي منحة مالية من الحكومة".

 

الشباب يهاجرون.. لا مستقبل هنا!

سفيان حسن (23 عامًا)، شاب إيزيدي، يعبر عن إحباطه من نقص الفرص الاقتصادية في سنجار: "لا توجد وظائف، ولا مشاريع صغيرة يمكننا أن نبدأ بها. الشباب يضطرون إلى الهجرة إلى بغداد أو إقليم كردستان بحثًا عن عمل. كيف يمكننا بناء مستقبل في مكان لا يوفر لنا أي فرص؟"

 

ويتابع: "أنا شخصياً أبحث عن أي فرصة عمل، حتى لو كانت بسيطة، لكن لا يوجد شيء. الوضع هنا يائس."

 

وزارة الهجرة تعترف بصعوبة توفير التمويل

في تصريح رسمي، أقرت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية بصعوبة توفير التمويل الكافي لتعويض العائدين إلى سنجار. وأشارت الوزارة إلى أن نقص السيولة المالية هو السبب الرئيسي لتأخر صرف المنح المالية المخصصة للعائدين.

 

تحذير من تفاقم الأزمة

نايف سيدو، القائمقام المعفي لقضاء سنجار، أكد أن معظم النازحين العائدين لم يتسلموا المنحة المالية البالغة أربعة ملايين دينار عراقي، وأن البعض لم يتسلم حتى مبلغ المليون وخمسمائة ألف دينار الذي كان مخصصًا في السابق.

 

وحذر من أن عدم صرف هذه المستحقات أدى إلى استياء واسع بين العائدين وتوقف عملية عودة النازحين إلى المدينة في الوقت الحالي.

 

ويضيف: "نحن بحاجة إلى دعم عاجل من الحكومة المركزية والمجتمع الدولي لتوفير الخدمات الأساسية وإعادة بناء البنية التحتية."

 

العودة و الإهمال

وفقًا للإحصائيات الرسمية، عادت حوالي 5600 عائلة إلى سنجار في عام 2024. ومع ذلك، لا يزال معظم العائدين يعيشون في ظروف صعبة للغاية بسبب نقص الخدمات الأساسية وتدمير منازلهم.

 

تحديات إعادة الإعمار

تشير التقديرات إلى أن حوالي 80% من البنية التحتية العامة و70% من منازل المدنيين في سنجار قد تضررت أو دمرت خلال فترة سيطرة تنظيم داعش. وتشمل البنية التحتية المتضررة المدارس والمستشفيات وشبكات المياه والكهرباء.

 

بدأت بعض المنظمات الدولية والمحلية في تنفيذ مشاريع إعادة إعمار في سنجار، بما في ذلك ترميم بعض القرى وبناء مستشفيات جديدة وتطوير شبكات المياه. ومع ذلك، لا تزال هناك حاجة إلى المزيد من الجهود والموارد لتلبية الاحتياجات الهائلة للسكان العائدين كيف لا وأن عقود غالبية المنظمات على وشك الانتهاء خاصة تلك المنظمات التي كانت قد تعتمد على الدعم الأمريكي وذلك بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بوقف كافة أنواع الدعم على تلك الجهات التي تعمل في العراق من خلال دعم بلاده.

 

تقصير حكومي و مواقف متضاربة

شريف سلمان، عضو لجنة الهجرة والمهجرين في البرلمان العراقي، انتقد بشدة تقصير الحكومة في التعامل مع ملف النازحين العائدين إلى سنجار لكن هو أيضاً يقف حتى الآن في صف المتفرجين.

 

وقال سليمان: "هناك تقصير واضح وكبير من قبل الحكومة العراقية في ملف النازحين العائدين إلى مناطقهم الأصلية وغير العائدين، على الرغم من كل الوعود بحسم هذا الملف منذ العام الماضي."

وأكد أن عدم صرف المنحة المالية للنازحين العائدين سيمنع عودة باقي النازحين، داعيًا إلى صرف تلك المنحة دون أي تأخير.

 

نداء للحكومة العراقية و المجتمع الدولي

يواجه الإيزيديون في سنجار تحديات هائلة في إعادة بناء حياتهم بعد سنوات من النزوح والمعاناة. هناك حاجة ماسة إلى دعم مستمر من الحكومة العراقية والمجتمع الدولي لتوفير التمويل والموارد اللازمة لإعادة بناء البنية التحتية وتوفير الخدمات الأساسية وخلق فرص اقتصادية.